كتاب أدب تشويق: الفانتازيا وسيلة لرصد الواقع وإثارة خيال القراء
الشارقة، 10 نوفمبر 2024،
أكد عدد من الكتّاب الإماراتيين المتخصصين في أدب الخيال والإثارة، أن الإقبال المتزايد على أدب التشويق يعكس قدرة الفانتازيا على توسيع آفاق الخيال وجذب القراء نحو عوالم مليئة بالدهشة، وأشاروا إلى أن هذا النوع الأدبي لا يبتعد بالضرورة عن الواقع، بل يستخدم الخيال كوسيلة للتعبير عن قضايا اجتماعية وثقافية بطريقة غير مباشرة، ما يجعل الأدب أكثر عمقًا وتأثيرًا.
جاء ذلك خلال ندوة بعنوان “أدب الإثارة والتشويق في الإمارات”، ضمن فعاليات “الشارقة الدولي للكتاب” 2024، شارك فيها عدد من الكتاب الإماراتيين، من بينهم الكاتب طلال محمود، المعروف بأعماله التي تمزج بين الواقعية والخيال، والكاتب الواعد عمر الحمادي، مؤلف رواية “كولومبسكي”، حيث استعرضوا رؤاهم حول تأثير الفانتازيا على تطور الأدب الإماراتي وطرق الاستفادة منها في التعبير عن موضوعات محلية بروح عالمية.
وأوضح الكاتب الإماراتي طلال محمود أن الفانتازيا تتيح للكاتب تحديًا خاصًا يتمثل في تقديم شخصيات ذات أبعاد معقدة ومنطقية، حتى في إطار التشويق والإثارة، مشيرًا إلى أن بناء شخصيات شريرة يتطلب عمقًا أكبر من بناء الشخصيات الطيبة نظرًا لتعقيد طبائع الشر. واعتبر أن إثارة خيال القارئ وتحرير عقله من قيود الواقع هما سر الجاذبية في أدب الإثارة، مستشهدًا بأعمال خيالية من التراث الإماراتي التي لا تزال تحظى بشعبية.
وأشار إلى أن أدب الإثارة لا يقتصر على الخيال المحض، ضاربًا مثالًا بقضية الاستنساخ التي بدأت كفكرة في روايات الخيال العلمي، وأصبحت اليوم حقيقة علمية. وكشف عن تجربة شخصية بدأها في صورة مدونات لتتحول إلى مجموعة قصصية، مؤكدًا أن الإبداع الأدبي يأتي عفويًا دون خطة مسبقة.
من جهته، تحدث الكاتب الواعد عمر الحمادي، صاحب رواية “كولومبسكي”، عن صعوبة الكتابة في عالم الغموض والجريمة، موضحًا أن اختيار الأدباء لهذا النمط يعكس شخصياتهم ورغبتهم في تقديم أعمال غير تقليدية. وبيّن الحمادي أن الكاتب الأصيل يستلهم إبداعه من بيئته وموروثاته، مشيرًا إلى أنه استلهم أحداث روايته من أجواء مدينته خورفكان، مؤكدًا أن الأدب يصل إلى العالمية عندما ينطلق من أصالته المحلية.
وختم الحمادي بأن أدب الفانتازيا، وإن بدى بعيدًا عن الواقع، يمكنه أن يعكس بعمق قيم المجتمع وعاداته، مقدّمًا للقارئ الإماراتي والعالمي تجربة أدبية تتسم بالإثارة وتستمد جذورها من الموروث المحلي.
-انتهى-