خبير في قطاع التصنيع: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل الاقتصاد العالمي
أكد الدكتور عبدالرحيم بن أحمد الفرحان، الخبير في قطاع التصنيع، أنه في ظل التحولات التقنية الكبيرة التي يشهدها العالم، يمثل الذكاء الاصطناعي نقطة تحول فارقة في تاريخ البشرية.
وأوضح الفرحان، أن الذكاء الاصطناعي تجاوز كونه مجرد تقنية جديدة ليصبح مجالًا علميًا وفلسفيًا، يهدف إلى محاكاة العقل البشري ومحاولة فهمه، وهو ما يثير إعجاب العلماء والمفكرين في مختلف أنحاء العالم.
وأشار الفرحان إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس فقط نظامًا قادرًا على تنفيذ المهام ولكن لديه قدرة على التعلم والتكيف مع البيئة المحيطة، مما يجعله مشابهًا للقدرات العقلية البشرية، وإن لم يكن مطابقًا لها تمامًا.
وأضاف: “هذا المجال يطرح تساؤلات فلسفية عميقة حول ماهية العقل البشري، وما إذا كان يمكن ترجمة مشاعر الإنسان، الإبداع، والتفكير الأخلاقي إلى خوارزميات رياضية.”
وفيما يتعلق بالأثر الاقتصادي لهذه التقنية، قال الفرحان: “الذكاء الاصطناعي يُعدّ محركًا رئيسيًا للكفاءة الاقتصادية، فهو يساهم في تقليل التكاليف وتحسين الإنتاجية، سواء في القطاعات الصناعية أو الصحية.”
كما أضاف أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم بشكل كبير في زيادة الإيرادات الاقتصادية، إذ تشير الدراسات إلى أن هذا المجال قد يسهم في تحقيق مكاسب اقتصادية عالمية تتجاوز تريليونات الدولارات خلال العقد المقبل.
على الصعيد الاجتماعي والثقافي، أوضح الفرحان أن الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العلاقات بين الأفراد والمؤسسات. وأشار إلى تطبيقاته في التعليم، حيث أصبحت منصات التعلم الإلكتروني تعتمد على تقنيات تحليل البيانات لتوفير تجربة تعليمية مخصصة لكل طالب.
ومع ذلك، لفت الفرحان إلى أن هذه التحولات قد تثير قلقًا بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على القيم الإنسانية، خاصة في ظل المخاوف من فقدان الوظائف التقليدية بسبب الأتمتة الواسعة.
وفيما يخص التحديات الأخلاقية والقانونية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، أكد الدكتور الفرحان: “القدرة على جمع وتحليل كميات هائلة من البيانات تثير تساؤلات مهمة حول الخصوصية وحقوق الأفراد. هناك حاجة ملحة لتطوير أطر قانونية قادرة على مواكبة هذا التطور السريع وضمان حماية الحقوق.”
كما تطرق الفرحان إلى قضية الإبداع في الذكاء الاصطناعي، حيث أشار إلى أن هذه الأنظمة يمكنها إنتاج أعمال فنية أو تأليف الموسيقى، لكنها تفتقر إلى الحس الإنساني الذي يُضفي الإبداع معناه العميق، منوهاً بأن الذكاء الاصطناعي يعتمد على تحليل الأنماط والبيانات السابقة، لذا يمكن اعتباره مقلدًا ذكيًا، وليس مبدعًا حقيقيًا.
وشدد الفرحان على ضرورة التعاون بين الإنسان والآلة في المستقبل، مشيرًا إلى أن الشراكة بين الإنسان والتكنولوجيا يجب أن تكون قائمة على التفاهم المتبادل للقدرات والحدود، فالذكاء الاصطناعي يمثل فرصة كبيرة، ويتطلب مواجهة هذه الفرصة بحكمة ورؤية شاملة تحترم القيم الإنسانية.